«وكان هذا العاشق الولهان إذا أكل ذهب عقلُه وجحظَت عينه، وسكِر وسدِر وانبهر، وتربَّد وجهُه، ولم يَسمع ولم يبصِر؛ فتناوَل القصعة وهي كجمجمة الثور فأخذ يحضنها، وما زال ينهشها طولًا وعرضًا ورفعًا وخفضًا، لا يفصل تمرةً قَط عن تمرة، ولا يرمي بنواة قَط، ولا ينزع قِمَعًا، ولا ينفي قشرًا ولا يفتشه مَخافةَ السُّوس والدُّود.»